الأحد، 21 نوفمبر 2010

إيقاف القنوات الإسلامية ... الأسباب والحلول

لم يكن إيقاف بعض القنوات الإسلامية مفاجئاً للمراقب الإعلامي.. كانت المفاجأة بكثرة القنوات التي أُوقفت، والأخرى التي أُنذرت في وقت واحد...


البداية كانت مع قناة (الرحمة) والتي يديرها ويقدم الكثير من برامجها الشيخ محمد حسان قبل (6) أشهر .. كان الإيقاف بطلب من هيئة مراقبة البث السمعي البصري الفرنسية بدعوى اللاسامية وتعرّضها لليهود..
وسبق لهذه الهيئة إيقاف قناة المنار (الشيعية) لنفس الأسباب عندما كانت تبث على قمر أوروبي (مازالت تبث على النيل سات!!).


القناة عاودت البث باسم جديد (نسائم الرحمة) حتى تعرضت - مع أخواتها - للإغلاق للمرة الثانية..
من المهم استحضار وثيقة البث الفضائي العربية، والتي أقرها وزراء الإعلام قبل سنتين، وتضمنت بعض البنود الإيجابية، والكثير من البنود السلبية، وتحفظت عليها قطر ولبنان.


من البنود الإيجابية: عدم التأثير سلباً على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والنظام العام والآداب العامة، والامتناع عن التحريض على الكراهية، أو التمييز القائم على أساس الأصل العرقي، أو اللون أو الجنس أو الدين.


حماية الأطفال والناشئة فى كل ما يمكن أن يمسّ بنموهم البدني والذهني والأخلاقي، أو يحرضهم على فساد الأخلاق، والامتناع عن بثّ كل ما يسيء إلى الذات الإلهية والأديان السماوية والرسل والمذاهب والرموز الدينية الخاصة بكل فئة... وهي بنود ممتازة، لكن يعيبها عدم التطبيق على الواقع.

من البنود الأخرى: الامتناع عن بث كل شكل من أشكال التحريض على العنف والإرهاب... الالتزام بالموضوعية والأمانة واحترام كرامة الدول والشعوب وسيادتها الوطنية، وعدم تناول قادتها أو الرموز الوطنية والدينية بالتجريح.... وهي عبارات مطّاطة يسهل تطبيقها على القنوات التي لا تعجب الجهة المنظمة للبث؛ لأنها هي التي تمتلك حق التفسير..
الوثيقة أعطت الجهات المنظمة للبث (وزارات الإعلام، مدن الإنتاج، شركات الأقمار الصناعية) الأدوات اللازمة للضبط وإيقاع العقاب.


من المهم استحضار التطوّرات السياسية في المنطقة والتي - لا شك - أثّرت على موضوع القنوات الإسلامية...
هناك تقارب مصري إيراني عراقي.. بمعنى آخر هناك مصالح متبادلة تتطلب من الجهتين السنية والشيعية مراعاة مصالح الطرف الآخر..


هذه المراعاة والمجاملة (المبنية على المصالح وليس المبادئ حيث إن لمصر موقفاً صريحاً وواضحاً من نشر التشيّع في مصر وجهوده على الأراضي المصرية) .. تطلّبت أمرين:
الأول: السماح لعدد كبير من القنوات الشيعية العراقية والكويتية (أكثر من 20 قناة)، وأيضاً تتبع القنوات السلفية التي تحاور، وليست تهاجم الفكر الشيعي وبطريقة لطيفة محببة (قناة صفا على سبيل المثال)...
البعد الثاني في القضية: هو الأثر الملموس للقنوات الإسلامية (بالذات السلفية) على الجمهور المصري، وما أثمرت من حركة تديّن واسعة، لا شك أنها تزعج الفئات العلمانية سواء التي في السلطة أو المسيطرة على الإعلام، حتى لو كان تدين هذه الفئات مسالماً، ولا يحمل أي توجّه عنف أو مواجهة.


لا ننسى أهل الشهوات من أصحاب الأقلام المسمومة والذين مافتئوا يستفزون المسؤولين ويحرضون على القنوات الإسلامية بدعاوى باطلة، كيدية، مستغلين حضورهم الإعلامي القوي ومواقع النفوذ التي يمتلكونها هنا وهناك...
إن نجاح القنوات الإسلامية أقضّ مضاجع البعض، وجعلهم يسارعون للتحرك، على الرغم من أن العملية (وهي السماح لهذه القنوات بالبث) نوع من التوازن مع القنوات الأخرى المنفلتة، وهي بالمئات سواء الحكومية أو الخاصة، وهذه القنوات لم تحصل على تراخيص بصفتها قنوات دينية (تمنع النيل سات القنوات الدينية)، بل بصفتها اجتماعية ثقافية منوعة، ومع ذلك تم السماح لبعض القنوات النصرانية (بعد ضغوط متوالية من الكنيسة القبطية)، والتي تجاهر بنصرانيتها وبعدها الديني بلا مواربة...
كما لا ننسى الضغوط الأمريكية على المنطقة حيث فشل إعلامها العربي (قناة الحرة)، (خصوصاً أن بعض القنوات الإسلامية تؤيد مقاومة الاحتلال الأمريكي سواء في العراق أو أفغانستان)، وهذه الضغوط ليست مباشرة بقدر ما هي ملاحظات لأصحاب القرار للانتباه (والحر تكفيه الإشارة.. كما يقولون).


مسوّغات الإغلاق التي ذكرت من الجهات الرسمية (وزارة الإعلام، النيل سات) لم تكن مقنعة وليست منطقية ابتداءً..
"لتنقية الفضاء العربي من دعاوى الفتنة والجهل والتطرف والانحراف". ... "تستهدف في مجملها الحفاظ على قيم المجتمع المصري والعربي".... "بعض هذه القنوات تسعى إلى التكسب من خلال نشر طب بديل مبني على الدجل والشعوذة تحت ساتر الدين والتشبث بالرسول صلى الله عليه وسلم" ... "نشر هذه الخرافات وخداع المتلقي المصري والعربي بوصفات تعتمد على الدجل والخرافة فضلاً عن الترويج للمنشطات الجنسية وطرق العلاج بالحجامة"...


أما ما ذُكر من شروط لإعادة البث والذي يتضمن التدخل في محتوى القنوات (لم يتم التأكد من صحة هذه المطالبات)، فلا أظن عاقلاً - فضلاً عن مسؤول عن قطاع إعلامي - يؤمن بها، بل ويطالب القنوات الإسلامية الالتزام بها!!
"لا تتعدى مساحة البرامج الإسلامية في القناة أكثر من 50% من خريطة القناة. أن لا تكون هناك برامج للفتوى الشرعية مهما كان ضيف البرنامج. تخصيص مساحة كافية لإذاعة أفلام أو أغنيات أو مسرحيات .إشراك عناصر نسائية صوتاً وصورة في الخريطة البرامجية الجديدة...".


أما في جانب الحلول - في نظري - بالنسبة للقنوات الإسلامية (جميعها) فالمطلوب التالي:
مراقبة المحتوى بدقة والتأكد من عدم مخالفة وثيقة الشروط (بشكل عام) أي شروط التعاقد مع جهة البث.
أيضاً الحكمة في معالجة بعض القضايا المعاصرة ذات العلاقة بالطوائف أو اليهود أو النصارى، ولا يعني هذا إغلاق هذه الملفات بقدر ما هو التعامل معها بذكاء وروية...
مراقبة الإعلانات التجارية، والتي لا يخلو بعضها من مبالغة، وأحياناً كذب (رأيت بعضاً منها في بعض القنوات) وهي وإن كانت قليلة، فالأولى عدم عرضها، ويعوض الله خيراً منها...
الاستعداد الفني للانطلاق من خلال أقمار أخرى، والفضاء اليوم فيه من التنافس الشيء الكثير.. هناك أقمار آسيوية تغطي المنطقة العربية وهي - في ظني - أقل حساسية من العربية والأوروبية...
أيضاً الاستعداد الفني الكامل للبث من خلال الإنترنت، خصوصاً مع توفر سرعات اتصال معقولة لدى الكثير من الأسر وبسعر معقول، علماً بأن الدراسات والبحوث تشير إلى حلول البث التلفزيوني من خلال الإنترنت محل البث عبر الستالايت خلال بعض سنوات (5 – 10 سنوات).


التنسيق والتعاون بين القنوات الإسلامية بحيث يسدّ البعض مكان الآخر، ولا يتم التفرد بهذه القنوات بشكل فردي (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض!!)، وهذا في الجانب الفني وأيضاً المحتوى، والبعد عن التنافس السلبي.


الاقتراح الأخير: لابد من وجود مقرات ومكاتب واستوديوهات في أماكن مناسبة (خارج العالم العربي) تكون رديفة وبديلاً في حال إغلاق الاستوديوهات والمقرات الإدارية والانتقال السلس والسريع للبث من خلال أقمار أخرى غير مسيّسة من خلال قاعدة فنية جاهزة

الأحد، 21 مارس 2010

في فلسطين..التطوع لمحاربة البطالة

يلعب التطوع دورا جوهريا لا يستطيع أحد أن ينكره، سواء لمكافحة الفقر أو رعاية الأيتام أو حتى حماية البيئة، لكن من الغريب أن يلعب التطوع الدور نفسه في محاربة البطالة؛ فالتطوع

في فلسطين يحتل دورا مهما لدى العاطلين عن العمل؛ فهم يرون فيه الأداة والوسيلة التي ستوفر لهم حتما فرصة العمل المناسبة، فلا تتوقف فوائده عند الوجود في الوسط المهني الحقيقي، بل تواصل مسيرتها مرورا بالخبرة والممارسة وتطوير القدرات المهنية لتصل للمحطة المهمة التي يحلم كل شاب وفتاة بالوصول إليها؛ ألا وهي فرصة العمل الحقيقية.

وعلى الرغم من ذلك فإن هناك من يرى في التطوع مضيعة للوقت والجهد دون أي عائد مادي أو معنوي، فيفضل بقناعاته البقاء في المنزل على أمل أن تطرق بابه فرصة عمل من هنا أو هناك.

التطوع.. خبرات بلا حدود

حول الأفضلية بين التطوع والبطالة، التقى "إسلام أون لاين.نت" بالعديد من الشباب الفلسطينيين، والذين اختلفت دوافعهم للتطوع ما بين باحث عن عمل ومقتنع بأهمية الدور الذي يلعبه التطوع في بناء نهضة الأمة، فباقتناع كامل بأهمية التطوع يقول "بلال الشاعر" من مخيم الشاطئ بغزة: في بداية حياتي الجامعية، منذ 5 سنوات تقريبا طرقت باب العديد من المؤسسات التي تتيح فرص التطوع، والآن أقر من ميدان التجربة بفائدة العمل التطوعي الكبيرة؛ فمن خلاله يكتسب الإنسان الخبرة في العمل، وينمي مهاراته ويطور من قدراته المهنية، كما أنه يمارس قناعته ويعزز الممارسات الإيجابية لديه، ويحارب الكسل ويصبح أكثر إنتاجية.

وردا على الافتراءات الشائعة حول التقصير الذي يسببه التطوع للأفراد المتطوعين في تخصصاتهم وعملهم الأصلي يضيف بلال: حيث إن الرياضة هي مجال تخصصي، حرصت أن أتطوع في نفس المجال؛ ففي أثناء تطوعي بمؤسسة التعاون الألماني الفلسطيني تطوعت بالوحدة الرياضية ونظمت العديد من البطولات على مدار فترة تطوعي هناك، ولا أنكر تطوعي بلا مقابل في البداية، ولكن خلال فترة وجيزة اكتسبت خلالها الخبرة الكافية وصل راتبي لـ270$، وحتى لو توقف راتبي فأنا على أتم استعداد للتطوع بلا مقابل من جديد.

التطوع طريق للوظيفة

تخرجت إيناس في قسم الإعلام بالجامعة الإسلامية بغزة، تحكي لنا عن تجربتها مع التطوع فتقول: تطوعت في الكثير من المؤسسات الإعلامية، وعلى الرغم من طبيعة ممارسة التدريب المجاني بالعمل الإعلامي قبل الممارسة الفعلية للمهنة، فإن قلة وجود فرص التدريب المجاني فرضت عليّ التنقل من مكان إلى آخر لوقت ليس بقليل، ولذلك لم أتردد في قبول أي فرصة للتطوع في تلك المؤسسات، والتي من خلالها اكتسبت العديد من الخبرات والمهارات في أكثر من مجال، وبالطبع فإن الخبرة التي نكتسبها والمكافأة المادية التي تقدمها تلك المؤسسات ولو حتى متواضعة أفضل بكثير من الجلوس في المنزل والانعزال عن العالم المهني الذي درسنا لنلحق بركبه؛ فلقد فرض علينا الاحتلال أوضاعا قاسية، من أبرزها الوضع الاقتصادي الصعب الذي لا نستطيع أن نحمل مسئوليته جهة معينة، ومن هنا يتوجب علينا خدمة المجتمع الذي نتواجد فيه.

بدأ عمر فروخ من حي الشيخ رضوان رحلته بالعمل التطوعي بمكتبة جمعية الخريجات الفلسطينيات، والتي ظل متطوعا بها لمدة 6 أشهر متصلة بمشروع "إنشاء قاعدة بيانات حول الخرجين"، وعلى الرغم من كونه زوجا وأبا وعاملا في مجالات حرفية فإنه لم يقصر يوما في إعطاء التطوع حصة من وقته وجهده. ويقول عمر: البحث عن فرصة عمل في مجال تخصصي كان شغلي الشاغل، والذي دفعني للتواجد في كبرى المؤسسات كمتطوع باستمرار، وساعدني هذا في الحصول على فرص متقطعة من العمل، كعمل على بند البطالة في وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين وأخرى بوزارة العمل، وساعدتني شبكة العلاقات الواسعة التي كونتها من خلال عملي التطوعي كثيرا في الحصول على المهنة المناسبة.

المتطوعون أولى بالوظيفة

جمعية الخريجات الفلسطينيات كانت من أولى الجمعيات التي تعنى بتشغيل أكبر قدر من الخرجين الفلسطينيين، ولا تتوانى الجمعية في توفير فرص التطوع فيها وفي غيرها من المؤسسات، كون التطوع وسيلة مهمة لإيجاد فرص عمل، تقول مديرة الجمعية وداد الصوراني: يعاني المجتمع الفلسطيني من نسب عالية من البطالة، وإذا حصرنا حديثنا عن المسجلات فقط في جمعيتنا فسنجد أن 70% من حوالي 2000 إلى 2500 خريجة مسجلة بالجمعية يعانون من البطالة، ونحن في الجمعية نحاول دائما دمج الخريجين في العمل التطوعي لحين توفر فرص عمل، واستكمالا للحقيقة لا بد من القول إن هناك الكثير من الخريجات كن يرفضن الذهاب للتطوع المجاني ويطلبن على الأقل توفير تكلفة المواصلات؛ لذا نسعى دائما لتوفير أي مكافأة ولو بسيطة للمتطوعين.

أما بخصوص فرص العمل بالمؤسسة فتضيف: عندما تتوفر فرص العمل فإن الأولوية دائما تكون للمتطوعين الذين دربناهم ونعرف إمكانياتهم جدا، والذين نفضلهم كثيرا عن أي مسجلين لا نعرف عنهم إلا أسماء وأرقاما مدونة.

التطوع المدروس

يؤكد علم الاجتماع أن تواجد الإنسان بشكل عام في الوسط المهني الذي يتبعه مهم وضروري لتحقيق الوجود الاجتماعي الإيجابي، ومن المؤكد أن هذا الوجود يخلق نوعا من التواصل بين المتطوع والوسط الاجتماعي الذي يلحق به، وهذا ما أكده لنا د.فضل أبو هين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الإسلامية بغزة قائلا: البطالة والانعزال عن المحيط المهني يسبب إرهاقا نفسيا للإنسان الذي من الطبيعي بالنسبة له أن يستمد قيمته من خلال عمله، وفي ظل ارتفاع نسب البطالة في مجتمعنا فإن الحاجة تصبح ماسة للتطوع المبرمج والمدروس ذي الأهداف والتوجيه المتماشيين مع حاجة المجتمع.

ويشير أبو هين إلى الوجه السلبي لدى بعض الشباب الفلسطيني في نظرتهم للتطوع فيقول: هذا مفهوم خاطئ عن التطوع وعن دور الإنسان الذي من الطبيعي أن يمثل دورا فعالا في المجتمع؛ فالمجتمع بحاجة لكل إنسان منا، ناهيك عن أن التطوع فرصة للخبرة والاندماج في الوسط الاجتماعي المهني وفي مجتمعنا خاصة أن أغلب فرص العمل تأتي للمتطوعين، وأي خريج لن يتطوع طوال عمره.

الأرقام تتحدث!!

أصدر الجهاز المركزي للإحصاء في آخر الربع الأول من العام 2005 آخر الإحصائيات التي تتعلق بنسبة العاطلين عن العمل من بين المشاركين في القوى العاملة، وتبين من خلالها أن نسبة البطالة بين هؤلاء وصلت إلى 26.3%، أي أكثر من ربع المشاركين في القوى العاملة، بواقع 22.6% في الضفة الغربية و34% في قطاع غزة، وذكر التقرير أن نسبة البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة وصلت إلى 20.2% في مقابل 27.4% للرجال.

ويحظى قطاع غزة بنسبة بطالة مرتفعة بين صفوف شبابه؛ فلقد بلغت في الربع الثالث من عام 2003 نحو 37.9%، ثم انخفضت إلى 26.15% خلال الربع الثاني من العام 2004، أما الضفة الغربية؛ فقد انخفضت بها نسبة البطالة من 38.7% إلى 32.7% خلال الفترة نفسها، ويعود سبب تراجع نسبة البطالة في هذه الفئة إلى مشاريع البطالة التي نفذتها السلطة الفلسطينية ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين (الأونروا)؛ والتي غالبا ما يبدأ فيها الشباب المتطوع في المؤسسات الأهلية والحكومية للعمل، فيما يعرف بتفريغ هذا الشاب أو تلك الفتاة على مؤسسة ما وتتكفل السلطة أو الأونروا براتب محدد لوقت محدد.

وتحدثت الأرقام عن مدى حاجة الفلسطينيين لتوفير فرص عمل بعدما بلغت نسبة الفقر في العام 2003 في الأراضي الفلسطينية 35.5%، وهي نسب اتفقت بطبيعة الحال مع دلالات ارتفاع معدلات البطالة في العام 2003، والتي وصلت إلى 25.6%، فذكرت أن الحاجة ماسة لتوفير حوالي 130 ألف فرصة عمل فورا و27 ألف فرصة عمل و30 ألف مسكن سنويا، وذلك للوصول إلى معدل بطالة مقداره 10% في كل من الضفة وقطاع غزة، ويتطلب ذلك توفير ما لا يقل عن 130 ألف فرصة عمل في العام 2005 بواقع 68 ألفا في الضفة و62 ألفا في قطاع غزة، بالإضافة إلى 27 ألف فرصة عمل سنويا للتعامل مع الزيادة السكانية السنوية ليبقى معدل البطالة ضمن الحد المذكور.

تطوع إلكترونيا.. وابدأ حملة لجمع التوقيعات


الإنترنت، فإذا زرت موقع الحملات الإلكترونية www.Petitiononline.com ستفاجأ بعدد كبير من حملات جمع التوقيعات في كل المجالات؛ السياسية، الاقتصادية، وحتى الدينية، كما ستجد حملات ضد ومع كل شيء تقريبا، وإن كانت أهمها وأكثرها الحملات ذات الصبغة السياسية، كما توجد حملات من كل دول العالم تقريبا، وتبلغ عدد الحملات التي أنشأها مصريون فقط 98 حملة لجمع التوقيعات.

ولا تقتصر الحملات الإلكترونية على جمع التوقيعات ولكن هناك توظيف لفكرة المواقع الإلكترونية بشكل عام، فأشهر حملة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية مخصص لها موقع كامل هو www.kate3.com، ويتضمن قائمة بكل الشركات الأمريكية والإسرائيلية ومنتجاتها والبدائل المحلية لهذه المنتجات، فضلاً عن أخبار عن المقاطعة وما حققته من تأثير على اقتصاديات أمريكا وإسرائيل.

كما أن أشهر حركة معارضة مصرية بدأت بجمع توقيعات على بيان ضد النظام والحكومة المصرية وهي حركة كفاية www.harakamasria.org، وفي خلال 3 أعوام بلغ عدد الموقعين على البيان 3 آلاف مصري.

ارفع شعار: لا صمت بعد اليوم، وابدأ حملة لجمع التوقيعات ضد كل الأوضاع الخاطئة التي تحاصرنا: الغلاء، البطالة، الفساد، أو للتضامن مع من يستحقون: القضاة المصريين مثلاً، المعتقلين، حبس الصحفيين،... إلخ.

السكوت ممنوع

كل ما عليك هو الذهاب لموقع استضافة حملات التوقيعات المجاني www.petation.com، والذي يرشدك لكيفية بدء حملة التوقيعات، بداية ينصحك الموقع بكتابة نص البيان الذي ستجمع التوقيعات عليه باستخدام برنامج تحرير النصوص حتى تتمكن من مراجعته لغويا مرتين قبل نسخه ولصقه في استمارة العريضة بالموقع؛ وذلك حتى تتأكد من سلامة النص المكتوب قبل إرساله لجمع التوقيعات عليه، ويعلل الموقع هذا الإجراء بأنه في حالة وجود خطأ نحوي أو لغوي في نص البيان سيشعر الموقعون عليه بالحرج، وربما لا يوقعون عليه لعدم فهمهم الرسالة، بعد الانتهاء من كتابة نص البيان عليك أن تختار الطريقة التي سيوقع بها الناشطون على البيان، وينصحك الموقع بألا تكثر من طلب معلومات شخصية فالاسم الشخصي ضروري؛ ولكن العنوان والرقم البريدي والبريد الإلكتروني قد يشعر الناشط بالحرج، ويجعله يعزف عن المشاركة والتوقيع، كما يمكنك تفعيل خاصية إضافة تعليق بحيث يستطيع كل ناشط التعبير عن رأيه في موضوع البيان إلى جانب كتابة اسمه أو توقيعه، وستحتاج إلى ملأ معلومات خاصة بالحملة نفسها مثل اختيار اسم لها، وتحديد إلى من ستوجهها من صناع القرار، وتحديد مجتمع الناشطين الذين تطلب منهم الانضمام للحملة، وتحديد نوع الحملة من عدة اختيارات يتيحها الموقع (سياسية، بيئية، إعلامية، دينية، تكنولوجية)، وبالطبع عليك تحديد النطاق الجغرافي للحملة، وفي النهاية عليك ملء بياناتك الشخصية والتي ينصحك الموقع بأن تكون حقيقية حتى تعطي للحملة مصداقية.

نشر الحملة بين أكبر عدد ممكن من الناس سيساعد على نجاحها، فكلما زاد عدد المرسل إليهم بيان الحملة كلما زاد عدد المنضمين إليها، وبالطبع كلما زاد نجاحها وتأثيرها؛ ولذلك ينصحك الموقع بنشر رابط الحملة في المنتديات وآليات البحث، وإرسالها لكل أصدقائك.

قاطع المصرية للاتصالات

أشهر حملات جمع التوقيعات الآن هي حملة ضد الشركة المصرية للاتصالات احتجاجا على رفع سعر الخدمة دون استئذان المشتركين، ورفعت شعار "علي قد ما هتشوف مننا، على قد ما هتبطل تستغلنا"، ونجحت من خلال موقعها: www.petitiononline.com/telphone/petition.html، في جمع 1173 توقيع خلال أسبوع.

وينشر موقع الحملة بيانا موجه لرئيس مجلس وزراء مصر يدعو لمقاطعة الشركة المصرية للاتصالات يقول: "بعدما قامت الشركة المصرية للاتصالات بزيادة أسعار الخدمة التليفونية العادية من 24 جنيها إلى 30 جنيها (الدولار= 5.76 جنيهات مصرية) كل ثلاثة أشهر (الخط المنزلي) وزيادتها من 39 جنيها إلى 48 جنيها للخط التجاري، وبعدما رفعت قيمة رسم فتح الخط (الدقيقة الأولى) من 5 قروش إلى 6 قروش، وخفضت الدقائق المجانية من 166 دقيقة في الشهر إلى 50 دقيقة فقط. وكانت قد غيرت نظامه الأول وقامت بتحصيل الفواتير كل 3 شهور بدلا من 6 أشهر كما كان يحدث، وأعلنت كذلك أنه سيتم تحصيل الزيادات الجديدة بأثر رجعي! (من يناير الماضي وحتى بداية إبريل)؛ وهذا رغم أنها حققت أرباحا صافية بلغت مليارا و800 مليون جنيه عن العام المالي الأخير (مقارنة بما حققته في العام المالي السابق عليه 2004، والذي كان 752 مليون جنيه).

ولقد جرى خصخصة الشركة جزئيا ببيع حصة نسبتها 20% في العام الماضي لكنها ما زالت خاضعة لسيطرة الحكومة، ورغم وجود 10.4 ملايين مشترك في البلاد، فما زالت هي الشركة الوحيدة للاتصالات الخط الثابت، فلا يوجد لها منافس؛ وهو ما يجعلها لا تعير وزنا لاعتراضات عملائها. ولما يمثله هذا من عدم احترامها لنا ولاستغلالها حاجتنا لتلك الخدمة نعلن رفضنا واعتراضنا على ما تقوم به الشركة المصرية للاتصالات من استغلال، نطلق هذه الدعوة للمقاطعة"، ويطالب البيان الموقعين بعدد من الإجراءات للضغط على الشركة.

مساحة أفضل للتعبير

لكن إلى أي مدى تؤثر هذه الحملات كأداة لحشد الرأي العام والضغط على صانع القرار؟ ولماذا تنتشر حملات جمع التوقيعات على الإنترنت؟ وهل تصبح بديلاً عن النشاط على أرض الواقع؟

تفسر د. جيهان رشتي -أستاذ الإعلام- إقبال المواطنين على هذا النوع من الحملات الإلكترونية بأن الإنترنت تتيح التواصل بين مختلف البشر دون التقييد بظروف الزمان والمكان، كما تتيح حرية التعبير، فمثلاً إذا فرضنا أن هناك مجموعة من الأفراد يريدون إنشاء جمعية أهلية للدفاع عنهم ستواجههم مصاعب كثيرة عليهم أن يتغلبوا عليها قبل أن يبدءوا نشاطهم، كما أن قدرة الجمعيات على النفاذ إلى المواطنين والانتشار عبر وسائل الإعلام محدودة ومتوقفة على مدى نشاط وسائل الإعلام وتقديمها لوجهات نظر مختلفة معها، فأجهزة الإعلام الرسمية تعمل كبوق للدولة ولا تهتم بإبراز المعارضة سواء السياسية أو الاجتماعية.

ويرى د. صفوت العالم، أستاذ الإعلان بكلية الإعلام- جامعة القاهرة أن الحملات الإلكترونية قد تكون مؤثرة في تعريف الناس بموضوع الحملة ودعوتهم للانضمام إليها أكثر من الوسائل الإعلامية التقليدية من الراديو والتليفزيون والصحف، ويرجع ذلك إلى أن الإنترنت كوسيلة إعلامية تتيح اتصالا أكثر شخصية، وهو ما يجعل الحملات الإلكترونية أكثر تأثيرا.

وعن إمكانية أن تصبح الحملات الإلكترونية بديلاً عن النشاط على أرض الواقع يقول د. محمود عودة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس- مصر: إن المشكلة ليست في أن تصبح الحملات الإلكترونية بديلاً للنشاط الفعلي، لأنه لا يوجد نشاط فعلي، وأصبحت الساحة خالية تماما بسبب القوانين التي تجرم التظاهر والتجمهر وحتى توزيع المنشورات، ومن الممكن أن تجد نفسك في لحظة متهما، لذلك حققت حملات جمع التوقيعات على الإنترنت نجاحا كبيرا؛ لأن المواطنين متعطشون للمشاركة والتعبير عن آرائهم

للشباب فقط, الحب من طرف واحد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وأنا أكتب هذه الرسالة إليك يا عزيزي القارئ أشعر بسعادة استقبالك لرسالتي، وأشعر بهم يقتلني بسبب ما أفكر فيه، فأرجو مساعدتك لي لو سمحت؟
أنا طالب في الجامعة وعمري 17 عاما أدرس في كلية الهندسة (( قد تتعجبون ولكني قد دخلت المدرسة مبكرا)).
أنا والحمد لله طالب متميز في دراستي، وأحب أن أكون الأفضل بين طلاب دفعتي، وخلال دراستي في الجامعة أخالط فتيات من أجمل ما رأته عيني، وأخريات من

"أقبح ما رأته عيني". وبسبب تميزي الملفت من بين الذكور ((الحمد لله))، وأرى إقبال كبير من الفتيات على القيام ببعض المشاريع معي، فإني والله لم ألتفت إلى أية

واحدة منهن ولم أعاملهن غير أنهن أخواتي. كان بعض الطلاب من الذكور يستغرب من تصرفي.

والمشكلة هي في ما يلي:

كنت أرى في بعض الأحيان فتاة جميلة. كنت أراها عندما كنت أزور أختي إلى منزلها لأن منزلها قريب من الجامعة. كنت أقوم بزيارة متكررة إليها في وقت معين

فقط لأرى تلك الفتاة. سألت عنها فعلمت أنها تصغرني سنا بسنة واحدة فقط . أنا استغربت من نفسي لماذا التفت إلى تلك الفتاة مع أني لا أحب أن أشغل نفسي في

هذه الأمور لأن لها وقتها وأجلها.

ولكن الفضول كان غالبا علي أن أعرف عنها معلومات.. وحقا حصلت عليها. وبعدما فكرت في الأمر وجدت أن لها صفات تناسبني تماما كما كنت أتمنى ((

زوجتي المستقبلية))!!. فكرت فيها فبدأت الأفكار تسيطر علي والهموم تقتلني وكنت في بعض الأحيان لا أنام بسبب التفكير فيها فتارة أفكر وأتحدث إلى نفسي

وكأنني ناصح.. أقول لنفسي اترك عنك التفكير فيها. وتارة أخرى أتخيلها وكأنها أمامي حتى أصبحت أشعر وأريد أن أحرك عقارب الساعة إلى الأمام.

فأنا الآن مشتت لا أعرف ماذا أصنع؟. كل يوم عندما أعود إلى سكني في الجامعة أضع مخطط واجباتي اليومية في يمين طاولتي ومخطط أهدافي المستقبلية على

يسار طاولتي وأصبحت أضع حاليا مخططا جديدا في واجهتي عن كيفية أن أنهي الجامعة في أسرع وقت ممكن (( مع علمي عن صعوبات تخصصي وأنه يحتاج إلى

جهد واجتهاد كبيرين وهي حقيقة في مقدمته)). ومع صعوبات التخصص لكني غير مبال لذلك باعتقادي أنها إحدى أهم أهداف حياتي.

والله في حقيقة الأمر يا عزيزي القارئ فأنا لم أستطع التعبير عن همي لك ولكن اعلم أنه أكبر مما كتبت ومما تتصور واعلم إني مستعد لبذل الغالي والنفيس

لأحصل عليها إن قدرها لي الله. فوالله ما تركت دعاء ولا نداء إلا وسألت الله أن يرزقني إياها. صحيح أنها ليست بذلك الجمال الصارخ ولكن أخلاقها وسلوكياتها

بأنواعها وجمالها هم اللائي أعجبنني فيها.

في حقيقة الأمر كنت أتمنى لو أضع لك بالي تصغي إليه وأضع لك قلبي تشعر به لفعلت ذلك ولكن للأسف لا أستطيع.
عزيزي القارئ اعلم أني لم استطع أن أخبر أحدا بذلك غيرك أنت فقد خبأته وتحملته حتى الآن، واعلم أني في فارغ الصبر انتظر ردا منك، فوالله لا أريد إلا

النصيحة منك.

وأريدك قدر المستطاع أن تبتعد عن قول كلمة أنساها فأنا لم ولن أستطع نسيانها فقد حاولت.

أتأسف إليك لطول موضوعي وكان بمقدوري أن أكتب لك كتابا أسطر فيه همومي. وأعتذر إن كنت قد أخطأت في الوصف أو خانني التعبير. وشكرا لقراءتك
مشكلتي على أمل أن أجد ردا سريعا على العلم بأني لا أعرف ماذا أسألك فيه.

إذا كانت لك عزيزي المرشد أية أسئلة أخرى تخصني (( مثلا في بعض المواضيع ))، فأرجوك أن تخبرني عن كيفية التواصل معك وشكرا

أخوك في الله عبدالله من الإمارات العربية المتحدة.


المشكلة
16/02/2010 التاريخ
أميرة بدران اسم الخبير

الحل


لا لن أقول لك انسها، ولكن سأقول لك إنك تحتاج لوقفة جادة في حياتك للمرة الأولى، وإنك قد تحتاج لتدخل نفسي سريع؛ فالدراسات الغربية الحديثة أكدت وجود فكرة تسلطية أيضا في الحب سميت بـ"وسواس الحب"، وفيه يندفع الشخص تجاه شخص آخر يكاد لا يعرفه ولم يحدث بينهما أي حوار أو علاقة، إلا أنه صار أسيرا للتفكير فيه وتخيله.
بل وفي بعض الحالات التي تعاملت معها شخصيا يظل في حالة مطاردة مستمرة للطرف الآخر في صورة اتصالات هاتفية، أو تتبع لسكن ومسار الطرف الآخر، فيدخل رسميا في نطاق أشهر مرض نفسي عرفه الوطن العربي وهو مرض "الوسواس القهري"!

ومعظم الاضطرابات أو الأمراض النفسية تظهر في مثل سنك، وإن كانت موجودة من قبل في سن الطفولة المتأخرة، ولكن لأننا لسنا على وعي وإدراك كاف لا نلحظ تلك الاضطرابات إلا إذا أعلنت هي عن نفسها بقوة، إذن القصة ليست قصة حب كما تتصور، فعليك أن تتواصل مع طبيب نفسي ليحدد ما هو الاضطراب الذي تعاني منه؛ فقد يكون هذا الوضع مجرد جزء لاضطراب أكبر فانتبه، ولم أستطع أن أراها قصة حب لأنها لا تمت للحب بصلة.

ولاحظ أن ما حدث معك أثر سلبيا على دراستك التي تؤكد دقة تخصصها وصعوبتها، وأنك كنت من المتفوقين حتى رماك سهم "كيوبيد" المزيف، وكان للأسف سهما آخر، فتتبعه حتى تقضي عليه.

التوازن وليس المثالية لحل المشكلات الدراسية

السلام عليكم أيها المستشارون.. كيف حالكم؟ أكتب مشكلتي الآن، ويمكنكم إجابتي بالعربية أو الإنجليزية فأنا أعرفهما تماما.. وشكرا جزيلا.
في الحقيقة مشكلتي الأساسية هي أنني لا أعرف كيفية تنظيم جدولي الزمني؛ فأنا أدرس في كلية الطب في الفرقة الرابعة، ومنذ أن التحقت بالكلية وأنا أحاول أن أحسن تقديراتي، فقد جربت أكثر من 20 طريقة للمذاكرة حتى أجد الطريقة المثلى.. وأقوم بسؤال كل شخص تكون درجاته أفضل مني كيف يذاكر، ولكن حتى الآن لا أجد أي طريقة مفيدة لي تماما.

وعلى الرغم من أنني الآن أفضل من العامين الماضيين بشأن كيفية الدراسة، فإن الوقت يمثل مشكلة كبرى بالنسبة لي.

في مناهجنا الدراسية لدينا محاضرات واختبارات معا، أعني أنه لا يوجد وقت مخصص للاختبارات، ويكون لدي اختبار تقريبا كل أسبوع، لذلك لا أعرف كيف أنظم وقتي بين مذاكرة المحاضرات التي نأخذها كل يوم وتحضيري للاختبارات، فلدي وقت فقط للتحضير للاختبار، وحتى ذلك الوقت ليس كافيا للاختبار نفسه؛ لذلك جميع المحاضرات تتراكم علي.

كل أسبوع لدينا 17 محاضرة نظرية و 10 محاضرات عملية، وإلى جانب ذلك أريد أن أمارس هواياتي وهي القراءة والرياضة، لذلك المذاكرة + الاختبارات +الهوايات = وضع فوضوي.

حقا أنا أصبت بالجنون من هذا الموقف المستمر منذ أربع سنوات، وأنا أحاول أن أكون الأولى أو على الأقل من العشرة الأوائل، ولكن كل هذه المساعي دون نجاح، فأنا الآن طالبة متوسطة.

ولابد لي أن أقول إنني وضعت جدولا زمنيا أكثر من مرة ولكن لا أستطيع أن أتبعه بسبب كونه مزدحما كثيرا وغير مخطط، ماذا علي أن أفعل؟

مشكلتي الثانية هي التوتر؛ فأنا متوترة جدا، والمشكلة الرئيسية هي أنني عندما أكون متوترة فإن عقلي يقف عن العمل ولا أستطيع أن أفهم أي كلمة، وأحاول جديا أن أذاكر وأنا متوترة ولكن لا شيء يدخل في عقلي، وكثير من الوقت تحاول أختي -التي تدرس الصيدلة- أن تجلس وتشرح لي وأنا أستمع لها ولا أستطيع أن أنظر في المحاضرة؛ لأنني أعرف أني حينما أنظر فيها وأجدها كثيرة جدا فإن ذهني سوف يتوقف.

الخلاصة أنني منذ أن ذهبت للكلية وأنا فقدت نفسي ولا أستطيع أن أجدها مرة أخرى.. عندما أنهيت المرحلة الثانوية كانت تقديراتي 97.4%، ودائما أقول: ماذا حدث لي؟

ساعدوني إذا سمحتم.. أحتاج شخصا يستطيع مساعدتي، فأنا أريد المثالية وأحاول جاهدة حتى إنني أذاكر في العطلات، ولكن تقديراتي غير مرضية بالنسبة لي، أنا بالفعل غاضبة ومكتئبة.. أريد المساعدة.


المشكلة
17/02/2010 التاريخ
نفين عبدالله اسم الخبير

الحل


وعليكم السلام ورحمة الله..
أظن أن المشكلة تبدأ من جملتك الأخيرة: "أريد المثالية".. ما رأيك أن نعيد النظر فنفكر أن نبحث عن التوازن وليس المثالية.. نفكر في خطوات لتطوير ما نحن عليه الآن؛ التفكير في هدف محدد معقول نسير نحوه، على أن يرتفع بنا نحو خطوات معقولة منطقية أعلى مما نحن فعليا عليه الآن..

فهذه واحدة من النقاط التي أود أن تعيدي النظر فيها.

الفكرة الثانية التي أود الإشارة إليها هي أن حياة ودراسة الجامعة تختلف اختلافا كبيرا عن حياة الثانوي، وكثير من الطلاب يعتقدون أن أداءهم في كلا النظامين والفترتين سيكون واحدا؛ رغم أن الفرق –فعلا- كبير من حيث طريقة التدريس، ومن حيث قدرتنا على تكريس الجهد للدراسة فقط، وطريقة الامتحانات، ودرجة اعتماد الطلاب على أنفسهم، وثقل وعمق المادة العلمية المقدمة.. أمور ونقاط كثيرة محصلتها أن الجامعة مسألة تختلف تماما عن المرحلة السابقة لها، وأحيانا كثيرة -أيضا- التالية لها من دراسات عليا.

وأظن أن إدراكك لهذه النقطة سيريحك نوعا، وسيجعلك تكفين عن البحث والسؤال: "أين أنا؟ لقد حصلت على 97% فلمَ لا أحصل على مثيلتها في كل عام من أعوام الدراسة الجامعية؟!".

لا أقصد بالطبع أن تكفي عن البحث عن التقدم والتميز، لكن ليس بمعيار الدرجات فقط، وليس دفعة واحدة؛ فالطفرات في الحياة قليلة، إنما الأصل في الخطوات التغيير التدريجي.

ذكرت أنك قد تحسنت عن عامين سابقين؛ رائع جدا.. لم لا تسعدين إذن بتحسنك، ولم لا تفكرين وتحصرين لمَ تقدمت؟ ما النقاط التي أسهمت في تقدمك؟ بلوري حبيبتي خبرتك لتعيدي الاستفادة منها على مدار حياتك.. ما شروط نجاح محاولاتك السابقة لتعيديها؟ ما الذي ساعدك كي تتقدمي خطوة؟

لكل منا نموذج نجاح حين نكرره نكرر الناتج منه وهو النجاح.. ولكننا أحيانا نغفل النظر لظرف نجاحنا السابق، نغفل أننا نجحنا من قبل فنحاول أن نعيد اختراع العجلة!

حاولي تحديد أهداف منطقية معقولة بالتحسن كخطوات نحو الأمام، بدلا من أن نضع أمامنا مسافات شاسعة تفصلنا عن حلمنا المتضخم "غير واضح المعالم".

حبيبتي.. كل منا يتمنى أن يكون رائعا جيدا في كل شيء، غير أن هذا هو الحلم المستحيل.. الحياة مواسم فانعمي في مرحلتك هذه بأن تتوازن حياتك بين الدراسة، والحياة الاجتماعية، والهوايات، والعمل إن أردت.. ستجدين أن توزيع الأهداف على مساحات مختلفة من الحياة أكثر إشباعا من وضع البيض كله في سلة واحدة؛ وهو ما يزيح حمل "النجاح التام وإما لا نجاح"..

الحقيقة يمكنك أن تنجحي جدا في دراستك بمعدلات معقولة إن لزمت خطوة واحدة في المرة، وإن توازنت حياتك بصورة طبيعية بين أنشطة الحياة المختلفة؛ لأنك ستحيين الحياة بجميع أنشطتها إن شاء الله مستقبلا، و لن تلعبي فقط دورا واحدا..

ووفق هذا لا يتوقع أحد أن نبرز في كل مساحة ونتفوق في كل مساحة.. لكنا نحاول التوازن، مع التركيز في وقت معين على مساحة أكثر نوعا من مساحة؛ وهو ما ينطبق على الدراسة.

بالطبع نحتاج أحيانا أن نركز على الدراسة أكثر من أي مساحة أخرى، لكنه تركيز لا يلغي تماما بقية المساحات.

فما أنصحك به هو توزيع أنشطتك الحياتية: مساحة كبيرة للدراسة، ومساحة لهواية تمارسينها لتجددي بها نشاطك وهمتك، وتخففي بها توترك الذي تفقدين به الدراسة وغيرها، فحين نقرر أن نمسك بعجلة القيادة إمساكا تاما "بتوتر" تفقد السيارة توازنها.

أظن أن أكثر ما يحول بينك وبين تحقيق نجاحات حقيقية تسعدين بها، بل يحول بينك وبين خطوات حقيقية للعمل؛ هو نظرتك الكلية لجبل العمل بدلا من تفتيته لأجزاء، ورغبتك في إنجاز كل العمل "بمثالية"، بدلا من التركيز على إنجاز المهمة المحددة القصيرة التي بين أيدينا الآن.

حبيبتي.. هناك مقولة رائعة أود أن تتأمليهاthink big start small" "

انظري لجبل العمل كله، لكن حين تعملين اعملي فقط على المساحة منه التي بين يديك.. اعملي "قطاعي" جزءا جزءا.. هذا ما يضمن لك إنجاز العمل، ويضمن لك شعورا مؤكدا بالإنجاز إن شاء الله.

كل العظماء -وستكونين منهم بإذن الله- يحلمون بعمل كبير عظيم؛ لكن حين يعملون يعملون جزءا صغيرا، ثم جزءا صغيرا، ثم جزءا صغيرا.

حينما تجلسين لاستذكار إحدى المحاضرات اجعليها همك وشغلك الشاغل، وحين تعرض عليك أختك أن تساعدك فركزي على ما تشرحه لك فقط دون أن ينسل نظرك لمهامك الكثيرة الأخرى.

كوني واقعية، بمعنى أن تضعي أهدافا محددة يمكنك إنجازها، واستغلي ما تقومين به دوما من عمل؛ فحين تستذكرين فأنت بذلك تحضرين نفسك للامتحان لا محالة، وحين تراجعين للامتحان ستكونين بذلك تستذكرين دروسك، وأعتقد أنه لا فرق كبيرا؛ فالمسارات كلها تصب في مكان واحد.

ربما تحتاجين لبعض مهارات الاستذكار وعادات الاستذكار، وهذا أمر طيب، ولأكون صادقة معك فلن تنتفعي بها إلا حين تتخلصين من توترك بالتزام التفكير العقلاني: مهام محددة - تركيز على المهمة - تقبل عدم إتمام المهمة أحيانا.

وسأرفق رابطا لموقع رائع لمهارات التعلم والاستذكار، أرجو أن تنتفعي بما فيه، على أن تنظري إليه نظرة عامة، ثم تركزي على جزء صغير جدا منه لتخرجي بفكرة تعينك، ثم تستكملي فكرة أخرى، وهكذا.

فلو أنك حاولت الانتفاع بكل ما فيه فلن تستفيدي فعليا بأي شيء فيه.

الآن فقط انشغلي بما بين يديك "الآن وهنا"؛ لتصلي غدا للحلم الكامل "إن جاز في الحياة أن يكون هناك حلم كامل".

وفي انتظار تواصلك للاطمئنان عليك.. وفقك الله ونفع بك..

رجاء الاطلاع على هذه الروابط:

استراتيجيات المذاكرة

كيف أنظم وقتي

نمط التعلم.. مجهول في معادلة التفوق!

البث الماشر لقناة الاقصى

خطبه للجمعه